في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الأمريكية ان تبني تحالفات مع أطراف عربية من أجل الإنضمام للحرب على داعش، او مايعرف بالدولة الإسلامية، تبرز ضمن هذه العملية أحد الجماعات السورية التي ترفض التدخل الأمريكي مع مجموعة من المنظمات الجهادية السورية.
فلقد كشف المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بأن الحل ليس في الضربة المزمع توجيهها لداعش من قبل أمريكا وحلفائها
صرح عمر المشوح في بيان نشر في التاسع من أيلول على الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا بأن المعركة مع داعش هي معركة " فكرية" وقد أضاف المشوح" ونتمنى أن يعود البعض إلى رشدهم، فنحن نفرّق بشكل واضح بين طبقة من داعش مغرّر بها وتم التلاعب بأفكارها ويمكن أن تعود إلى جادة الحق، وبين طبقة لها أجندات خارجية تعمل على حرف مسار الثورة"
واكد المشوح في تصريحه المنشور على موقع الجماعة بأن على الدول الغربية ان تستهدف بشار الأسد أولاً في حالة كانت تريد التدخل.
على هذه التصريحات أن تثير قلق الدول الغربية وخاصة أن ما يعرف بالجيش السوري الحر يتضمن كتائب مرتبطة بتنظيم الإخوان المسلمين، ممن يفترض بأنهم الأطراف " المعتدلة" في الحرب الأهلية السورية ممن تلقوا أسلحة وتدريبات أمريكية، كما أن هذه التصريحات تؤكد على فكرة صعوبة إيجاد حلفاء معتدلين حقيقين داخل سوريا، قد تبدو بعض تنظيمات الجيش الحر معتدلة في حال تمت مقارنتها مع داعش، ولكن حتى القاعدة قامت بالتخلي عن داعش في شهر شباط، فبراير، بسبب العنف الشديد الذي تستخدمه الاخيرة
بالإضافة لذلك قام تنظيم الإخوان المسلمين خلال الأسبوع الماضي بنعي قيادة أحرار الشام، من لديهم بعض الصلات بتنظيم القاعدة.
بالإضافة إلى عمر مشوح، عبر زهير سالم القيادي في جماعة الإخوان المسلمين السورية عن رفضه للتدخل الأمريكي، مقللأ من خطر داعش الذي تتحدث عنه أمريكا مقارنناً ما تقوله أمريكا اليوم، بما قالته قبيل الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003 فيما يتعلق بوجود أسلحة دمار شامل وجرائم ضدد الإنسانية
ففي مقال نشر في مركز الشرق العربي، وهو مركز مقرب من الإخوان المسلمين، كتب سالم في الثالث عشر من أيلول، "كل ما يرويه الأمريكي اليوم عن إرهاب الدولة الإسلامية وبدائيتها وتهديداتها هو نفس ما كان يرويه عن أسلحة الدمار الشامل في العراق"
وأضاف سالم" من العبث أن نتسابق مع المتسابقين في إدانة التطرف والإرهاب وقتل الصحفيين الأمريكيين ............. لأن الغاية من هذا التحالف هو تعبيد الطريق أمام النفوذ الإيراني"
وقد إنضم إلى المشوح و سالم، يوسف القرضاوي المقيم في قطر، وهو وأحد من اهم مشايخ الإخوان المسلمين في المنطقة، فقد غرد القرضاوي على حسابه على موقع التويتر قائلاً" أنا أختلف مع داعش تماماً في الفكر والوسيلة لكني لا أقبل أبداً أن تكون من تحاربهم أمريكا التي لاتحركها قيم الإسلام بل مصالحها وإن سفكت الدماء"
وعلى الرغم من سنية كل من التنظيمين، داعش والإخوان، وعن كونهم يسعون لإنشاء دولة الخلافة، تختلف داعش مع الإخوان في أن الأخيرة لاتتمتع بالصلابة، ويختلف الإخوان مع داعش في أنها تستخدم العنف الغير مبرر بهدف تحقيق مصالحها.
بالإضافة إلى هذا، لداعش وللإخوان المسلمين أعداء مشتركين، ومنهم أنظمة الحكم في كل من المملكة العربية السعودية، مصر، الأمارات العربية المتحدة والأردن، ممن عملوا ويعملون على شل تنظيم الإخوان المسلمين، ومن تعتبرهم داعش من الكفار الواجب إسقاطهم لأجل إحقاق الخلافة الإسلامية الكبرى
وكإشارة أخرى على عدم إعتدالية تنظيم الإخوان المسلمين، اصدرت الجماعة في العاشر من أيلول بياناً نعت فيه مقتل حسان عبود زعيم تنظيم أحرار الشام
ففي تصريح لموقع الإخوان المسلمين، قال حسان الهاشمي مدير المكتب السياسي لحركة الإخوان المسلمين في ان سوريا" "تقدّم كوكبة من خيرة أبنائها وأشجع أبطالها من قيادات الجبهة الإسلامية وحركة أحرار الشام وقد أضاف الهاشمي" نحسبهم ونحتسبهم أحياء عند ربهم"
ويذكر أن أحرار الشام هو تنظيم متشدد تشارك في تأسيسه أبو خالد السوري، وهو ممثل ايمن الظواهري ، في سوريا، من قتل في شباط بتفجير إنتحاري يعتقد انه نفذ من قبل داعش
وكان حسان عبود قد كشف وبشكل واضح عن إرتباطه الفكري بتنظيم القاعدة جيث غرد في شهر تمور يوليو على حسابه على التويتر قائلاً" رحم الله الشيخ المجاهد عبدالله عزام... لقد كان مدرسة جهاد وأخلاق" ويعتبر عبد الله عزام، الأب الروحي لأسامة بن لادن، ويعرف بتنظيره لأفكار المؤامرة والتي تتحدث عن خطط يهودية ومسيحية ضد الإسلام
وكان الهاشمي، الذي نعى حسان عبود، قد زار الولايات المتحدة الامريكية، لعدة مرات منذ إندلاع الحرب الأهلية في سوريا. وقام بإلقاء محاضرة في مركز دار الهجرة الإسلامي والمثير للجدل، في شمال فرجينيا في السابع عشر من شهر تشرين الثاني من العام الفائت، بدعوة من منظمة العمل الطارئ من أجل سوريا، المقربة من الإخوان المسلمين، ومن قام بعض مسؤوليها بإطلاق تصريحات معادية للسامية، وموالية لحماس في الماضي
على الرغم من هذا، قامت منظمة العمل الطارئ لأجل سوريا، بالإشتراك مع وزارة الخارجية الأمريكية، من أجل تنفيذ بعض ورشات عمل تدريبية في سوريا. وخلال شهر كانون الأول، ديسمبر، من العام الفائت، صرح معاذ مصطفى المدير التنفيذي للمنظمة، عن دعمه لفكرة العمل مع الجبهة الإسلامية، رغم وجود تنظيمات مثل أجرار الشام فيها، من قامت في بعض الحالات بالقتال لجانب داعش، وجبهة النصرة، بالأضافة إلى تنظيمات جهادية أخرى، كانت قد دعت لتطبيق الشريعة في سوريا ما بعد الأسد
ويذكر أن النشرة البريدية لدار الهجرة، كانت قد أعلنت عن محاضرة الهاشمي في دار الهجرة، لكن دون ان تذكر بأنه رئيس المكتب السياسي لجماعة الإخوان المسلمين السورية