فيما لو سألت مسؤولي وزارة الدفاع في إسرائيل، عن حقيقة وجود خطر على الامن الإسرائيلي من قبل تنظيمي داعش والنصرة، فإن الجواب سيكون على طبقتين
ففي المرحلة الحالية، لا يرى مسؤولو وزارة الدفاع اي خطر مباشر على إسرائيل تشكله هذه الجماعات السنية المتطرفة على أمن إسرائيل أو حدودها
فهذه التنظيمات منشغلة في قتال جيش بشار الأسد، والميليشيات الشيعية التي تقاتل معه، بالإضافة إلى حزب الله والذي يقاتل بجانب الأسد، هذا غير عن مجموعات المعارضة السورية الأخرى والتي يقاتلها التنظيمان المذكوران.
رغم كل هذا، هذه المنظمات تشكل أيضاً، خطر حقيقي على إسرائيل، ومن الحكمة ان يتم التحضير لمواجهة هذا الخطر حالاً وفقا لما يصرح به مسؤولين إسرائيليين.
ووفقاً لمسؤول اسرائيلي رفيع المستوى " نحن نرى جيوشهم تتقدم بجانب الحدود الإسرائيلية، لكننا لا نعتقد بأنهم سوف يستهدفون إسرائيل" وقد أضاف المسؤول" لا ارى ان لجبهة النصرة مصلحة في قال اسرائيل، ولكن من ناحية أخرى هم توعدوا أن يلتفتوا لمحاربة اليهود بعد الإنتهاء من الأسد" وأضاف المسؤول ذاته
" نحن نجهز أنفسنا"
ففي صبيحة كل يوم، تقوم قوات الدفاع الإسرائيلي بإلقاء نظرة على منطقة كانت تسمى سوريا يوماً وتسأل نفسها مالذي تغير. وفي غالبية الأيام ترى ان الكثير قد تغير عن الأيام السابقة
فخلال الأسابيع الماضية، كان بإستطاعة قيادة القطاع الشمالي في قوات الدفاع الإسرائيلي مشاهدة علم جبهة النصر مرفرفاً على الحدود مع إسرائيل، بعد ان إستطاعت جبهة النصرة السيطرة على منطقة القنيطرة، وحتى مؤخراً استبدل علم النصرة بعلم الأسد بعد أن أعادت قواته السيطرة على المنطقة
أكثر من 700 مقاتل من جبهة النصرة، مضافاً إليهم 1300 مقاتل من تنظيمات أخرى تمكنوا من السيطرة على القنيطرة في شهر ايلول سبتمبر، ومنذ ذلك الحين ينشغل نظام الأسد في محاولة إستعادتها
وكانت جبهة النصرة قد نقلت معاركها من دير الزور إلى القنيطرة بعد ان طردها من المناطق الشرقية من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من اعلنت دولة الخلافة
أما عن تنظيم داعش فهو على بعد 50 كلم من الحدود الإسرائيلية، وقد يحصل ان يكون هذا التنظيم على قرب أكبر من الحدود.
لاتقتصر مهام مخططي الحرب الإسرائيليين على مشاهدة المعارك في سوريا،بل هم يستمعون وبدقة لما تطلقه جبهة النظرة من شعارات حول نيتها فتح القدس بعد دمشق، هذه التصريحات تؤخذ وبشكل جدي في إسرائيل وتخفز إسرائيل تحضر لخططها بهدوء ودقة
ووفقاً لوجهة النظر الطاغية ضمن دوائر مؤسسة الدفاع في إسرائيل، فإن إنتقال البندقية السنية الجهادية لمواجهة إسرائيل هو مسألة وقت فقط، فكل من جبهة النصرة وداعش تؤمن بأفكار متطابقة ومتشابهة، خاصة في مايتعلق بتأسيس دولة الخلافة وكلا التنظيمين بحالة ازدياد
فمن خلال غاراتهم على ثكثات الجيش السوري، وإستيلاهم على الأسلحة تمكنت هذه التنظيمات من تشكيل ترسانة حربية، هذا غير شرائهم للسلاح من السوق السوداء، فتمتلك هذه المنظمة أسلحة تبدأ من السلاح الخفيف المحمول، إلى الصواريخ التي تطلق من الكتف، إلى صواريخ مضاد الدروع والدبابات وصواريخ الهوان، كما ان بعض هذه التنظيمات إستطاعت صناعة أسلحتها بنفسها
ومن ضمن الإستعدادات التي تقوم بها أسرائيل من أجل الإحتياط من المنظمات الجهادية هذه، هي إعدادها لوحدة جديدة على حدود الجولان بإمكانها ان تتدخل خلال دقائق عن طريق القصف الجوي والمدافع
تعتمد الوحدة الجديدة المكونة، على معلومات تتزود بها من قبل الإستخبارات الإسرائيلية، وهي مدربة على سيناريوهات عدها منها الدخول السريع إلى الأراضي السورية وبشكل بري، في حال حدوث اي إعتداء او تهديدات من قبل التنظيمات الجهادية
بالإضافة لهذا، تم خلال السنة الماضية إكمال مشروع زرع حساسات على طيلة الحدود السورية الإسرائيلية، حيث تقوم هذه الحساسات بإعلام الجيش عن اي تحرك مشبوه
هذه المنظومة الحمائية للحدود، والتي تسمى" المريخ في إسرائيل" ترتكز على اجهزة متعددة من رادارات إلى كامرات وأجهزة عدة، حيث تقوم بإرسال معلوماتها إلى مؤسسة تجميع المعلومات الإستخباراتية في إسرائيل.
كما ترى إسرائيل ان كل من نظام القبة الحديدية، ونظام ديفيد سلينغ كنظامين أساسيين في حماية حدود إسرائيل الشمالية.
كما تستطيع قوات الدفاع الإسرائيلي توجيه عبر سلاح الطيران توجيه صواريخ ترموز ارض ارض من أجل إستهداف مواقع في سوريا
وغير القوى العسكرية، تسعى إسرائيل إلى ارسال رسال صداقة إلى السوريين القاطنين على الحدود، فحتى اللحظة تم معالجة أكثر من 1300 سوري جرح في الحرب الأهلية، حيث تمت معالجتهم في مشافي إسرائيل
قد تساهم هذه الإحتياطات بتقليل الخطر الحالي، إلا ان التصادم مع هذه الجماعات بات أمراً شبه مؤكد لإسرائيل
فالتطورات على الأرض تنبئ بإمكانية إنشاء دولة إسلامية تمتدد من شبه جزيرة سيناء( وهي مقر لتنظيم بيت المقدس التابع للقاعدة) إلى العراق وسوريا
تنشغل هذه القوى اليوم بقتالها لأعداء موجودين على الأرض، لكن في الغد القريب، سوف تموضعهم ايديولجياتهم في مكان يحاربون به الدولة اليهودية في الشرق الأوسط