تبذل الحكومات الغربية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا جهوداً كبيرة من أجل معالجة مشكلة مسلمي الغرب ممن يسافرون لسوريا بغية الجهاد. بالرغم من هذا، يبدو وكأن المسؤولين في الغرب غافلين عن خطر اكبر وهو خطر اولئك الذين لم يغادرون.
يتفق خبراء مكافحة الإرهاب على أن فداحة الخطر الذي تشكله عودة هولاء، فهم بعد ان تطرفوا فكريا في بلاد الغرب، إنضموا لتنظيمات مثل داعش، وتم تدريبهم على حروب العصابات والإرهاب. وعلى خلاف الكثير من الغربيين، تغلب هؤلاء على شعور الذنب المرافق قتل اي شخص، او تعريض انفسهم للموت. فهم قد فعلوا هذا بكلتا الأحوال.
أعداد هؤلاء المهاجرين للجهاد في تزايد مستمر، فحتى الأن تشير الإحصاءات إلى وجود ما يقارب الثلاثة الالاف مجاهد غربي ممن إلتحقوا بتنظيم داعش او بتنظيمات مشابهة. وبناء عليه، قامت العديد من الدول مثل المملكة المتحدة و هولندا بإلغاء جوازات سفر هؤلاء ممن يحملون جنسيات أوروبية وجنسية بلدهم الأم.. فالكثير من المهاجرين من أبناء الجيل الثاني خاصة من أبناء المهاجرين من تركيا والمغرب يحملون جوازات سفر غربية وبلادهم الأم. وقد تم تقديم مقترح قانون مشابه في الولايات المتحدة الأمريكية قدمه عضو الكونغرس وولف فرانك عن ولاية فرجينيا، كذللك الأمر بالنسبة للمملكة المتحدة حيث قررت الحكومة مصادرة جوازات سفر كل من يذهب للجهاد في سوريا، إلا ان هذه السياسات تم رفضها على أسس ان هكذا افعال قد تجعل الكثير من الأشخاص غير مسجلين او دون دولة.
لكن اليوم، بعض الخبراء، وعدد من الجهاديين العائدين يؤكدون على أن خلايا داعش النائمة اصبحت قائمة في الغرب. ديمتري بونتينك، المسمى بصائد الجهاديين، اخبر صحيفة اليو كيه ميل اونلاين في الشهر الماضي، بأن بعض المصادر المطلعة اخبرته بوجود هذه الخالية وأنهم على إستعداد من أجل إطلاق حربهم على أوروبا، كذلك قام احد المنشقين من تنظيم داعش بإطلاع صحيفة اسكندينافية عن وجود خلايا منامة في السويد قائلاً بأنهم " ينتظرون الأوامر"
إلا أن واقع وجود هذه الخلايا ليس بأمر مفاجئ، ولكن المفاجئ هو أن أجهزة الامن الأوروبية لم تستطع إكتشاف هذه الخلايا في وقت سابق. الملام في الأمر، هو التركيز على موضوعة عودة هؤلاء الجهاديين، أكثر وهي مشكلة جعلت أجهزة الامن والإستخبارات في حالة تأهب دائم. فعلى سبيل المثال، في شهر يونيو من العام الحالي، إعترف جهاز الإستخبارات الهولندي بأنهم لايستطيعون متابعة أمور الجهاديين في هولندا. ففي شهر اكتوبر، اضطر جهاز الإستخبارات الهولندي أن يستعين بفرق من الشرطة لمساعدتهم في متابعة حوالي 40 شخص من الجهاديين العائدين( تشير الأرقام إلى وجود ما يقارب ال 130 ممن أنضموا للجهاد في سوريا)
أمام هذه الحالة، وهي عدم إستطاعة أجهزة إستخبارات مثل الإستخبارات الهولندية، متابعة قضايا الجهاديين العائدين ممن يعرفون، هذا يجعل من العدد الغير محدود من الإسلاميين المتطرفين صيداً ثميناً لمن يجندون الجهاديين من التابعين لتنظيم داعش، ممن استطاعوا الإستفادة حتى من قوانين منع عودة الجهاديين إلى أوروبا. فعن طريق الفيديوهات ووسائل الإتصال الإجتماعي يستطيع القائمين على عملية التجنيد اقناع المسلمين عن بعد، فالكثير من عملاء داعش يشجعون المسلمين في الغرب ان يبقوا هناك من أجل تجنيد المقاتلين وتشجيع الإسلاميين على الهجرة لأرض الجهاد وعلى قتال" الكافرين" في بلادهم
فهناك حوادث حصلت مؤخراً مثل قطع رأس لي ريغبي في شوارع لندن في عام 2013، او مقتل الجندي الكندي ناثان كيريلو، في ايتاوا في في الثاني والعشرين من أكتوبر، بالإضافة إلى الشخص الذي إعتدى على الشرطة في نيويورك. بالإضافة إلى إعتداءات ومحاولات اخرى حصلت في بريطانيا.
في المانيا الخطر الداعشي يتعاظم، مما دفع الحكومة الألمانية إلى تمرير قانون يمنع داعش. ويجرم القانون اي نشاطات هادفة لدعم تنظيم داعش بما في ذلك رفع علم داعش الأسود، وذلك كمحاولة لاجل منع اي نشاطات إعلامية وبروبغندا لداعش في المانيا. وكانت صحيفة النيويورك تايمز قد كتبت في الخامس من شهر ديسمبر، ان السلطات الألمانية أغلقت جامع في بيرمن لأن خطب الجامع تشجع المصلين على الهجرة للجهاد.